سورة الأنفال - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


{وَأَعِدُّواْ} أيها المؤمنون {لَهُمْ} لناقضي العهد أو الكفار. {مَّا استطعتم مّن قُوَّةٍ} من كل ما يتقوى به في الحرب. وعن عقبة بن عامر سمعته عليه الصلاة والسلام يقول على المنبر: «ألا إن القوة الرمي قالها ثلاثاً» ولعله عليه الصلاة والسلام خصه بالذكر لأنه أقواه. {وَمِن رّبَاطِ الخيل} اسم للخيل التي تربط في سبيل الله، فعال بمعنى مفعول أو مصدر سمي به يقال ربط ربطاً ورباطاً ورابط مرابطة ورباطاً، أو جمع ربيط كفصيل وفصال. وقرئ: {ربط الخيل} بضم الباء وسكونها جمع رباط وعطفها على القوة كعطف جبريل وميكائيل على الملائكة. {تُرْهِبُونَ بِهِ} تخوفون به، وعن يعقوب {تُرْهِبُونَ} بالتشديد والضمير ل {مَّا استطعتم} أو للإِعداد. {عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ} يعني كفار مكة. {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ} من غيرهم من الكفرة. قيل هم اليهود وقيل المنافقون وقيل الفرس. {لاَ تَعْلَمُونَهُمُ} لا تعرفونهم بأعيانهم. {الله يَعْلَمُهُمْ} يعرفهم. {وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَئ فِى سَبِيلِ الله يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} جزاؤه. {وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} بتضييع العمل أو نقص الثواب.


{وَإِن جَنَحُواْ} مالوا ومنه الجناح. وقد يعدى باللام وإلى {لِلسَّلْمِ} للصلح أو الاستسلام. وقرأ أبو بكر بالكسر. {فاجنح لَهَا} وعاهد معهم وتأنيث الضمير لحمل السلم على نقيضها فيه. قال:
السِّلْمُ تَأْخُذُ مِنهَا مَا رَضِيْتَ بِه *** وَالحَرْبُ يَكْفِيكَ مِنْ أنْفَاسِهَا جَرَعُ
وقرئ: {فاجْنُحْ} بالضم. {وَتَوَكَّلْ عَلَى الله} ولا تخف من إبطانهم خداعاً فيه، فإن الله يعصمك من مكرهم ويحيقه بهم. {إِنَّهُ هُوَ السميع} لأقوالهم. {العليم} بنياتهم. والآية مخصوصة بأهل الكتاب لاتصالها بقصتهم وقيل عامة نسختها آية السيف.


{وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ الله} فإن محسبك الله وكافيك قال جرير:
إِنِّي وَجَدْتُ مِنَ المَكَارِمْ حَسْبَكُم *** أَنْ تَلْبِسُوا حرَّ الثِيَابِ وَتَشْبَعُوا
{هُوَ الذى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبالمؤمنين} جميعاً.

9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16